آداب العطاس
إذا كان العطاس بسبب مرض :
إذا زاد العطاس على ثلاث فلا يشمت لأنه زكام؛ لما جاء عن سلمه بن الأكوع أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده فقال له: (يرحمك الله) ، ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل مزكوم) (1) .
وعن أبي هريرة قال: (شمت أخاك ثلاثا فما زاد فهو زكام) (2)
قال النووي: واختلف العلماء فيه ، فقال ابن العربي المالكي : قيل : يقال له في الثانية : إنك مزكوم ، وقيل : يقال له في الثالثة ، وقيل : في الرابعة ، والأصح أنه في الثالثة.
قال : والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعد هذا ، لأن هذا الذي بك زكام ومرض ، لا خفة العطاس.
فإن قيل : فإذا كان مرضا ، فكان ينبغي أن يدعى له ويشمت ، لأنه أحق بالدعاء من غيره ؟ فالجواب أنه يستحب أن يدعى له لكن غير دعاء العطاس المشروع ، بل دعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة ونحو ذلك ، ولا يكون من باب التشميت.(3)
قال ابن القيم: قوله في الحديث : الرجل مزكوم تنبيه على الدعاء له بالعافية لأن الزكمة علة وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولا يهملها فيصعب أمرها فكلامه صلى الله عليه و سلم كله حكمة ورحمة وعلم وهدى .(4)
تشميت غير المسلم بـ ( يهديكم الله ) :
يجوز تشميت أهل الذمة إذا حمدوا الله بعد عطاسهم بــ"يهديكم الله ويصلح بالكم " لما ورد عن أبي موسى الأشعري قال : كانت اليهود تعاطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لها : يرحمكم الله ، فكان يقول: (يهديكم الله ويصلح بالكم)(5) . ولا يدعى لهم بالرحمة والمغفرة فهم ليسوا أهلاً لذلك .
من أحكام العطاس في الصلاة:
يجوز لمن عطس في الصلاة أن يحمد الله ، ولا يجوز لمن سمعه أن يشمته ، وإذا عطس والإمام يخطب خطبة الجمعة فإنه يحمد الله تعالى إلا أنه لا يُشمت ، لأن الإنصات للخطبة واجب .
من أحكام العطاس:
من عطس وهو في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله - كما إذا كان في الخلاء - فلو خالف فحمد الله تعالى في تلك الحالة فلا يستحق التشميت لأن الذكر منهي عنه في الخلاء .